حذر أستاذ المناعة والتحاليل الطبية الدكتور عبد الهادي مصباح من اللقاح
الجديد المضاد لفيروس H1N1 المعروف بـ"إنفلونزا الخنازير"، مشيرا إلى أنه
لم يأخذ حقه من اختبارات السلامة والأمان بعيدة المدى.
بينما
أكدت مدير المركز الإقليمي للصحة العامة بمعمل المصل واللقاح
(فاكسيرا)الدكتورة نجوى الخولي أن سرعة إنتاج العقار لا تنقص من أمنه، حيث
يخضع في تصنيعه إلى تكنولوجيا ومعدات وظروف تصنيع اللقاح المضاد
للإنفلونزا الموسمية
وقال مصباح – لموقع أخبار مصر
www.egynews.net– إن اللقاح ليس مجرد جزئ الفيروس الضعيف أو الميت فحسب، بل يضاف إليه
مادة حافظة وهي "فيناريزول" التي يدخل الزئبق في مكوناتها، وهو بالإضافة
إلى كونه سام أثبتت الأبحاث أن له علاقة بمرض التوحد.
ورغم إقرارها
بوجود مادة "الفيناريزول" الحافظة واحتوائها على نسبة من الزئبق، إلا أن
د. نجوى الخولى قالت أن هذه المادة تضاف بنسبة آمنه تماما، مشيرة إلى
استخدامها في كثير من التطعيمات التي تمنح للأطفال، مؤكدة أنها لم تشكل
أية خطورة.
من جانبه، أضاف د. عبد الهادي مصباح أن المشكلة في
اللقاح الجديد هي أن سلالة إنفلونزا الخنازير H1N1 جديدة على الجهاز
المناعي، وأن اللقاح الذي يحضر حاليا أجري عليه اختبارات قصيرة المدى فقط،
مثل اختبارات السمية وعدد الجرعات وتأثير الحساسية، لكن هناك عاملين مهمين
لم تشملهما التجارب، الأول ماذا يحدث عندما يؤخذ على نطاق واسع يصل إلى
مئات ملايين الأشخاص؟ وثانيا هل هناك أشخاص لديهم أي مشاكل بعيدة المدى
نتيجة هذا التطعيم؟
وأشار إلى أن إقرار أي لقاح لا يكون إلا بعد أن
يمر باختبارات معملية، ثم التجارب على الحيوانات، ثم على مجموعات صغيرة من
الناس، فمجموعات أكبر في دول عديدة، لكن إعلان منظمة الصحة العالمية أن
فيروس H1N1 وباء عالمي أدى إلى السرعة في التنفيذ.
وربط د. مصباح
بين سرعة إقرار اللقاح وبين ما حدث عام 1976، عندما بدأت عدوى إنفلونزا
الخنازير في الانتقال من الخنازير إلى الإنسان - بدون اعتبارها وباء -
فأعلنت الولايات المتحدة عن حملة للتطعيم ضد H1N1، وأول من تناول التطعيم
كان الرئيس الأمريكي وقتها جيرالد فورد، وبدأت الحملة وخلال أسابيع من
التطعيم بدأ ظهور مرض GBS وهو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تصيب
الأعصاب وقد تسبب إما ارتخاء في العضلات أو شلل وأحيانا تسبب الموت نتيجة
لشلل في أعصاب الجهاز التنفسي، وكانت النتيجة موت 25 شخصا وإصابة نحو 500
شخص بالشلل، فسحب اللقاح من الأسواق بعد 10 أسابيع من طرحه ورفعت قضايا
على الشركة المنتجة له ودفعوا تعويضات بالملايين، لذا تريد الشركات
المنتجة للقاح إنفلونزا الخنازير الجديد في 2009 أن تحصل على موافقة الذين
يأخذون التطعيم لتؤمن نفسها قانونيا.
في المقابل، قالت د. الخولي
إن الوفيات التي حدثت عام 1976 لم تتجاوز نسبتها 10 في المليون، وهذا رقم
ضئيل بالنظر إلى أن التقدم التكنولوجي وقتها والذي هو أقل بكثير مما وصل
إليه العلم الآن.
كما أشار د. مصباح إلى خطورة مادة "اسكوالين"
التي توضع على الفيروس أثناء تصنيع اللقاح لاستخدامه على نطاق واسع، كي
تكفي أقل كمية عددا كبيرا من الناس، وهي المادة التي كان لها تأثير سيء في
مرض حرب الخليجGulf War Syndrome حيث تتسبب في ظهور أعراض تتفاوت بين
التعب المستمر إلى الشلل وأحيانا الإعاقة الكاملة.
من جانبها،
اتفقت د. نجوى الخولي مع د. عبد الهادي مصباح في خطورة الـ"اسكوالين"،
مشيرة في الوقت نفسه إلى أن هذه المادة واحدة من مجموعة مواد تسمى
"أيدورنت" تضاف إلى اللقاحات لتعمل على تحفيز الجهاز المناعي للإنسان
فيستفيد بأقل كمية من الفيروس.
وأضافت أن تركيب اللقاح ليس معروفا
بالنسبة لها حتى الآن، ولم يخضع للتجارب الكافية للحكم، فمن الممكن أن
تستخدم إحدى مواد الـ"أيدورنت" الآمنة الأخرى.
.